إعلم يا أخي ويا صديقي، بأن أغلبية المدمنين بدأوا بتجربة وانتهوا بمأساة، بمجرد أنك جربت تكون قد أنزلقت إلى عالم المخدرات المظلم.
كما أود هنا أن أوضح نظرة قاصرة تجاه المدمن. فالمدمن هو ابن لنا، وجزء من مجتمعنا، وهو ليس مجرماً بطبعه، وهو بحاجه إلى العطف، والأخذ بيده، ومساعدته، وإخراجه من محنته. المجرم هنا هو المخدر ذاته الذي قاد ويقود كثيراً من المدمنين إلى السلوك الإجرامي. وما يزيد قناعتي أن هناك أرقاماً وإحصائيات مذهلة ومخيفة لعدد كبير من المدمنين أنهوا حياتهم منتحرين أو مقتولين أو جثثاً متعفنة في غرفة مغلقة، وبعضهم وجد ميتاً في مرحاض الحمام. فهل هذا ما ترتضيه لنفسك أخي المدمن؟ هل يليق بك وأنت مسلم وابن فطرة أن تموت مسموماً في مرحاض الحمام؟ وما هي الدوافع والأسباب والمبررات في الأصرار والاستمرار على طريق تعلم أنت نهايته؟ وماذا ستقول لربك غداً، عندما تموت منتحراً أو مسموماً؟
إعلم أخي أننا في إدارة مكافحة المخدرات نحبك ونتمنى لك ما نتمناه لأنفسنا أن نعيش جميعاً حياة كريمة تليق بنا وفق فطرة الله ونحن موجودون هنا لمساعدتك وخدمتك. وما نطلبه منك هو أن تعود إلى الله بقلب صادق، وتبادر وتتوب وتقلع. وتقف بكل شجاعة، وتعترف أمام نفسك بأنك مدمن وبحاجه إلى مساعدة وبحاجة إلى علاج، وأن تذهب بدون تردد ولا خجل إلى أحد مستشفيات الأمل، وتطلب العلاج، فكلما تباطأت عن الذهاب كان علاجك أصعب.
ونحن بدورنا ندعو لك وقلوبنا معك، ونتمنى عودتك لمن يحبك من أهلك وأسرتك وزملاء عملك، ومتأكدون من شفائك بإذن الله إذا صدقت نيتك.
ونسأل الله لنا ولكم حسن الختام.