خدمات
متنوعة


طباعة
حجم الصفحة:
الصفحة :
إذهب إلى منتدى:
المنتدى الاسلامي العام
  سنة التعارف في القرآن الكريم  عرض جميع المشاركات بالكامل تصغير عرض جميع المشاركات
Rayan
07:43 - 10/06  

 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يقول الله تعالى :

"يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا”

[الحجرات 13] :

1- "يا أيها الناس” : خطابٌ للبشرية كلها بتنوعها وتعددها واختلاف ألسنتها وألوانها .. وهو نداءٌ يخاطب "الكينونة الإنسانية” في جميع البشر – ولازِمُ ذلك تساويهم في "المقام” و”الكرامة” و”التكريم”- ، ومن ثم : فهو خطاب "عالمي” و”إنساني” التوجه والوِجهة.

2- "إنا خلقناكم من ذكر وأنثى” :

أ- تذكيرٌ بحقيقة "وحدة الأصل” الإنساني للبشرية جمعاء رغم اختلاف الناس وتعددهم وتباعدهم في المكان والزمان والأفكار، فهم – رغم كل شيء- "أسرة واحدة ممتدة زمانياً ومكانياً” .. ووحدة الأصل هذه تستلزم التساوي في "المقام” و”الكرامة” و”التكريم”، وتنفي – تحت أي دعوى من الدعاوى- أوهام استعلاء بعض الأجناس أو القوميات أو الأعراق أو الشعوب على بعض.

ب- وتذكيرٌ  كذلك بعنصر "الزوجية” و”الثنائية” و”التعددية” التي قام ويقوم عليها الكون بكل ما فيه؛ فلا "انفراد” ولا "استفراد”، بل "اجتماع” و”مجامعة” و”جماعية”؛ فتَصَوُّرُ الوجود في الإسلام قائم على واحدية وأحدية ووحدانية الله تعالى، وزوجية وثنائية وتعددية كل ما عداه.

3- "وجعلناكم شعوباً وقبائل” : إقرار وتذكير بحقيقة "التنوع الإنساني” العرقي والاجتماعي والتاريخي (ومن ثم : الفكري)؛ فالتنوع في الألسن والألوان والأعراق يَؤُول – ولا بد- إلى تنوع في الدين والمذهب والمرجعية والرؤية الفلسفية والنظم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية.

وهو ليس فقط مجرد "إقرار” و”تذكير”، بل هو أرقى وأعلى، إنه "جَعْلٌ” إلهي، و”إرادة” إلهية، فمَن ذا الذي يفكر في محوها أو إلغائها أو تقليصها ؟! مع ما في ذلك من المضادَّة لله تعالى، أعاذنا الله وإياكم.

وهذا الجعل والإقرار والتذكير يستلزم – مستبطناً-، ويستبطن – مستلزماً- :

أ- أهميةَ التواصل – بكل أنواعه وألوانه وأطيافه وتجلياته- بين "مختلَف مكونات” الشعب الواحد؛ ليظلَّ "شعباً” [1] (لا ليصبح شِيَعاً وأحزاباً متباغضة متغاضبة متحاقدة متقاتلة) .. ولا يكون ذلك قط باعتماد آلية "الصراع المسلح”، ونشر "الأحقاد” و”الضغائن”، و”احتقار” المكونات الأخرى، وإلا فَنَتْ هذه "المكونات” فناءً !

وإنما يكون ذلك بالسماحة والتواصل الحنون، في إطار من الكرامة والتكريم

ب- وأهميةَ التواصل بين "مختلَف الشعوب”؛ لتظل "شعوباً” [2] (لا نُسخاً كربونية متكررة من جهة، ولا أشلاءً مبعثرة من جهة أخرى) .. ولا يكون ذلك قط باعتماد مفاهيم "صراع الحضارات” و”صراع القوى” و”المركزية الكونية للذات”، وآليات "الاحتلال” و”الاستلحاق” و”التبعية” و”الهيمنة”

وإنما يكون ذلك بالاعتراف المتبادَل بالحق في الوجود، وبتبادل العلوم والمعارف دون احتكار لها، وبالتعاون فيما هو مشترك إنساني عام وفيما هو محل اتفاق، وبالتنافس الشريف فيما هو محلٌّ للمنافسة، وبالدَّفْع – بالتي هي أحسن كلما أمكن [3] – فيما هو محل للتدافع، كل ذلك في إطارٍ من الاحترام المتبادَل للهُويات والخصوصيات.

المصدر 



جوهرة الصحراء
17:58 - 10/07  
السلام عليكم
يعطيك العافية على هذا الموضوع الرائع والمميز
جزاك الله خير وجعلها في موازين حسناتك
ننتظر كل ماهو جديدك والله لايحرمنا من جديدك
تحياتي
nilesat102
06:53 - 12/01  
السلام عليكم
يعطيك العافية على هذا الموضوع الرائع والمميز
جزاك الله خير وجعلها في موازين حسناتك 
GunnersFC
17:47 - 12/06  
يعطيك العافية على هذا الموضوع الرائع والمميز
  سنة التعارف في القرآن الكريم  عرض جميع المشاركات بالكامل تصغير عرض جميع المشاركات

طباعة
حجم الصفحة:
الصفحة :
إذهب إلى منتدى:
المنتدى الاسلامي العام